فبراير 25, 20258 Minutes

في بيئة الأعمال الديناميكية اليوم، الشيء الوحيد المؤكّد هو عدم اليقين. تواجه الشركات تحدّيات عديدة قد تعرقل نموّها وربحيّتها وحتّى استمراريّتها. وتُعرف هذه التحدّيات بالمخاطر التجارية وهي تتنوّع بين انعدام الكفاءة الداخلية والصدمات الخارجية.

لم تعد إدارة المخاطر الفعّالة مهمّة تفاعلية بل أولوية إستراتيجية تشمل تحديد المخاطر المحتملة وفهم تأثيرها وتطوير إستراتيجيات صارمة للتقليل من هذه المخاطر. وبفضل تحليلات المخاطر، أصبح للشركات وسائل متطورة تساعد في توقّع المخاطر وإدارتها بفعاليّة أكبر، ممّا يتيح لها الصمود أمام المصاعب.

اقرأ المزيد
Q3 2024 Blog 1 Cover scaled 1 uai - Dun & Bradstreet South Asia Middle East Africa

أنواع المخاطر التجارية

تُصنَّف المخاطر التجارية بشكل عام إلى أنواع مختلفة، يتميّز كل منها بخصائصه وتحدّياته الخاصّة.

المخاطر الإستراتيجية

ترتبط المخاطر الإستراتيجية بقرارات الشركة حول أهدافها ومسارها على المدى الطويل. وغالبًا ما تنتج هذه المخاطر عن عوامل خارجية مثل المنافسة في الأسواق أو التغيّرات التكنولوجية أو التحوّلات في سلوك المستهلكين.

  • مثال: يشكّل تراجع شركة كوداك الحالة النموذجية للعثرة الإستراتيجية. فبالرغم من ريادتها في فن التصوير الرقمي، تردّدت الشركة في اعتماد التكنولوجيا الحديثة، خوفًا من تأثيرها سلبًا في مجال صناعة الأفلام، ممّا سمح للشركات المنافسة بالسيطرة على سوق التصوير الرقمي.
  • الفكرة: تتطلّب المخاطر الإستراتيجية تركيز مستمرّة وتكيّف دائم. لذا، تُعتبر الشركات، الّتي تعيد تقييم إستراتيجياتها مع مراعاة الاتجاهات الصناعية والابتكارات المزعزعة، في وضع يؤهلها للاستمرار والازدهار.

المخاطر التشغيلية

تنجم المخاطر التشغيلية عن الإجراءات والنشاطات الداخلية المطلوبة للحفاظ على سير أعمال الشركة، وتشمل اضطرابات سلسلة التوريد والأعطال في المعدات والقضايا المتعلّقة بالقوى العاملة.

  • مثال: واجهت شركة تويوتا تحدّيات تشغيلية شديدة بسبب الهزة الأرضية والتسونامي اللّذين ضربا اليابان عام 2011، ممّا أدّى إلى اضطرابات في سلسلة التوريد الخاصة بها. فسعت الشركة إلى تنويع قاعدة المورّدين ودمج الاستعداد للكوارث في عملياتها.
  • الشرح: غالبًا ما تحمل المخاطر التشغيلية تأثيرات مضاعفة. على سبيل المثال، قد تؤدّي مشكلة متعلّقة بسلسلة التوريد إلى تأخير في عملية الإنتاج، ممّا يؤثّر في رضا العملاء وبالتالي في النتيجة النهائية. لذا، تحتاج الشركات إلى وضع تحليل مخاطر فعّال وخطط طوارئ للعمليات الحساسة.

المخاطر المالية

تتعلّق المخاطر المالية بهيكل الشركة المالي وأدائها، بالإضافة إلى الظروف المالية الخارجية. وقد تنتج هذه المخاطر عن تقلبات العملة أو التخلّف عن سداد الائتمان أو التخطيط المالي السيئ.

  • مثال: تسبّب اعتماد بنك ليمان براذرز المفرط على الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري عالية المخاطر في إفلاس البنك خلال الأزمة المالية لعام 2008. ولم يقتصر الأمر على سقوط ليمان براذرز فحسب، بل أدّى أيضًا غياب الإدارة الصارمة للمخاطر المالية إلى أزمة اقتصادية عالمية.
  • الفكرة: تُشكّل الضوابط المالية القوية وتنويع مصادر الإيرادات والنماذج المالية المتوقعة عوامل أساسية في التقليل من المخاطر المالية. وقد تساعد وسائل عدّة، مثل تحليل السيناريو، الشركات في التحضير لمختلف النتائج الاقتصادية.

مخاطر الامتثال

مع تزايد تنظيم الصناعات، أصبحت مخاطر الامتثال مصدر قلق شديد. وتظهر هذه المخاطر عندما تفشل الشركات في الالتزام بمعايير قانونية أو تنظيمية أو أخلاقية.

  • المثال: تسبّبت انتهاكات شركة فيسبوك لخصوصية البيانات بموجب النظام الأوروبي العام لحماية البيانات في غرامات ماليّة بقيمة مليارات الدولارات وتراجع ثقة المستخدمين.
  • الشرح: لا تقتصر مخاطر الامتثال على العقوبات القانونية فحسب، فقد تشوّه أيضًا سمعة الشركة وتؤدّي إلى فقدان العملاء. لذا، إنّ عمليات التدقيق المنتظمة وتدريب الموظفين وخلق ثقافة السلوك الأخلاقي في الشركة ضرورية للحفاظ على الامتثال.

مخاطر السمعة

بالرغم من كونها مخاطر غير ملموسة، تُعتبر مخاطر السمعة من الأكثر تأثيرًا في الشركات، وهي تنجم عن أحداث أو أفعال تشوّه سمعة الشركة.

  • مثال: لم يؤدِ التسرّب النفطي في خليج المكسيك عام 2010 إلى دمار بيئي فحسب، بل شوّه أيضًا بشكل كبير سمعة شركة بريتيش بتروليوم. وقضت الشركة أعوامًا كثيرة وأنفقت أموالًا هائلة على إدارة المخاطر وإعادة بناء ثقة الناس.
  • الفكرة: في العصر الرقمي، تتفاقم مخاطر السمعة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. لذا، يجب على الشركة أن تكون فعّالة في إدارة سمعتها وتعالج الأزمات بشفافية ووضوح لبناء علاقات متينة مع المساهمين.

مخاطر السوق

تتأثر مخاطر السوق بعوامل خارجية كالظروف الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية والتغيّرات في تفضيلات المستهلكين. وقد توثّر هذه المخاطر في الطلب وسلاسل التوريد واستقرار السوق بشكل عام.

  • مثال: أثّر الركود الاقتصادي لعام 2008 في مختلف القطاعات، ومنها قطاعي العقارات والتجزئة، ممّا دفع بالشركات إلى التكيف مع انخفاض الإنفاق الاستهلاكي والتشديد في ظروف الائتمان.
  • الشرح: لا يمكن توقّع مخاطر السوق لكنّها قابلة للإدارة. ويمكن للشركات تخفيف وطأة الصدمات الخارجية من خلال مراقبة المؤشرات الاقتصادية عن كثب وتنويع أسواقها.
Infographic uai - Dun & Bradstreet South Asia Middle East Africa

دور تحليلات المخاطر في الأعمال التجارية

حوّلت تحليلات المخاطر نظرة الشركات إلى إدارة المخاطر. ومن خلال الاستفادة من البيانات الضخمة وتعلّم الآلة و النمذجة التنبؤية، يمكن للمؤسسات التعرّف إلى المخاطر وقياس تأثيرها المحتمل وتحديد أولويات الاستجابات.

دراسة حالة: يستخدم مصرف رائد النمذجة التنبؤية لتقييم مخاطر الائتمان. فمن خلال تحليل سلوك المقترضين على مرّ السنوات، يقوم بتحديد العملاء ذوي المخاطر العالية وتعديل سياساته الإقراضية وفقًا لذلك، ممّا يحدّ من التخلف عن سداد القروض.

الأدوات الرئيسة: 

  • النمذجة التنبؤية: توقّع المخاطر المستقبلية بناءً على الأنماط من البيانات السابقة.
  • تحليل السيناريو: محاكاة مختلف النتائج المحتملة لفهم تأثير المخاطر.
  • لوحات المعلومات في الوقت الفعلي: تقديم معلومات محدّثة لاتّخاذ القرارات بسرعة. تتيح تحليلات المخاطر للشركات الانتقال من إدارة مخاطر تفاعلية إلى إدارة استباقية، مّما يضمن تحقيق الاستدامة الطويلة الأجل.

مستقبل إدارة المخاطر 

في عالم يزداد ترابطًا، تظهر مخاطر جديدة. لذا، يجب على الشركات أن تتكيّف مع هذه التحدّيات بواسطة إستراتيجيات وأدوات مبتكرة.

الأمن السيبراني وخصوصية البيانات

مع بروز التحوّل الرقمي، تواجه الشركات مخاطر متزايدة للهجمات السيبرانية وخروقات البيانات. لذا، من الضروري اعتماد تدابير صارمة للأمن السيبراني والالتزام بقوانين خصوصية البيانات.

إدارة المخاطر المتكاملة

إنّ النهج المنعزل في إدارة المخاطر لم يعد فعّالًا. ينبغي على الشركات دمج إدارة المخاطر في جميع المستويات، من الإستراتيجية إلى العمليّات.

تطوّرات في تحليلات المخاطر

تساهم تكنولوجيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة في تسريع تحليل المخاطر وجعله أكثر دقّة وقابليّة للتنفيذ.

يكمن مستقبل إدارة المخاطر في دمج التطوّرات التكنولوجية مع الخبرات البشرية لإنشاء أعمال تجارية صلبة وقابلة للتكيّف.


تشكّل المخاطر التجارية جزءًا لا يتجزّأ من عالم الشركات، لكن ليس من الضروري أن تفضي إلى كارثة. إذ تستطيع الشركات حماية عمليّاتها واكتساب ميزة تنافسية من خلال فهمها لمختلف أنواع المخاطر واعتماد أدوات مثل تحليلات المخاطر. ولا تقتصر إدارة المخاطر الاستباقية على تفادي التهديدات فحسب، بل تعمل أيضًا على بناء أساس قوي للنموّ والابتكار في عالم متغيّر باستمرار.

تحليلات المخاطر

تشكّل تحليلات المخاطر من دون براد ستريت حلًّا ثوريًّا يستخدم البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحقيق مستوى جديد من الرؤية لإدارة المخاطر. وتسمح هذه التحليلات للشركات بفحص المورّدين، بواسطة سحابة بيانات دون براد ستريت، بالإضافة إلى مراقبة تغيّرات المخاطر بصورة فعّالة وتبسيط عمليّات إعداد التقارير بالكامل وتحسين الكفاءة التشغيلية من خلال التشغيل الآلي.

وتمكّن هذه البوّابة الإلكترونية الشركات من مراقبة مختلف حوادث المخاطر، ومنها الحوادث المبلّغ عنها في الأسواق العالمية والمحلية، وقواعد البيانات الحكومية والخاصة، والمعلومات المؤسسية. وتستخدم هذه المنصّة القائمة على السحابة أفضل البيانات التجارية من دون براد ستريت للمساهمة في التوصل إلى قرارات مدروسة في مختلف مراحل العلاقة مع الأطراف الثالثة.

كما تستخدم تحليلات المخاطر من “دون براد ستريت” أفضل بيانات المخاطر للتوصّل إلى قرارات مدروسة بواسطة تنبيهات المشتريات عالية المخاطر والنقاط الحاسمة التي تُقدَّر بمليارات الدولارات.

لمعرفة المزيد عن تحليلات المخاطر، انقر هنا.